قايتباي رحمه الله تعالى اعلم يا أخي انني قد اجتمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتي هذا خمسا وسبعين مرة يقظة و مشافهة ولولا خوفي من احتجابه صلى الله عليه وسلم عني بسبب دخولي للولا ة لطلعت القلعة وشفعت فيك عند السلطان واني رجل من خدام حديثه صلى الله عليه وسلم واحتاج إليه في تصحيح الأحاديث التي ضعفها المحدثون من طريقهم ولا شك ان نفع ذلك أرجح من نفعك أنت يا أخي انتهى إذا علمت ذلك تعلم أن الحافظ السيوطي رضي الله عنه كان من أكابر أولياء الله تعالى الذين اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة وهي من على مراتب الولاية الكبرى التي لا يصل إليها الا الفذ النادر من أكابر الأولياء كما أوضحت ذلك وفصلته في كتابي سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين صلى الله عليه وسلم ومن كراماته ما ذكره النجم الغزي أيضا فقال وذكر خادم الشيخ السوطي محمد بن علي الحبال ان الشيخ قال له يوما وقت القيلولة وهو عند زاوية الشيخ عبد الله الجيوش بمصر بالقرافة نريد ان نصلي العصر في مكة بشرط ان تكتم ذلك علي حتى أموت قال فقلت نعم فاخذ بيدي وقال غمض عينيك فغمضتها فرمل بي نحو سبع وعشرين خطوة ثم قال لي افتح عينيك فإذا نحن بباب المعلى فزرنا أمنا خديجة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم ودخلت الحرم فطفنا وشربنا من ماء زمزم وجلسنا خلف المقام حتى صلينا العصر وطفنا وشربنا من زمزم ثم قال لي يا فلان ليس العجب
(٤٨)