فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٦ - الصفحة ٣٧٨
ابن عبد الله يروي عن أنس ويضع عليه، وقال أبو حاتم: لا يروى عن أنس حديثا له أصل، وقال أبو زرعة: واهي الحديث.
9292 - (نوروا بالفجر) أي صلوا صلاة الصبح إذا استنار الأفق كثيرا (فإنه) أي التنوير به (أعظم للأجر) ظاهره أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه، بل بقيته عند مخرجه الطبراني: نؤر يا بلال بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم اه‍ بنصه (سمويه عن رافع بن خديج) رمز المصنف لحسنه وليس كما ظن، ففيه إدريس بن جعفر العطار قال الذهبي في الضعفاء: قال الدارقطني: متروك، ويزيد بن عياض قال النسائي وغيره: متروك.
9293 - (نوم الصائم عبادة وصمته) وفي رواية: ونفسه (تسبيح) أي بمنزلة التسبيح (وعمله مضاعف) والحسنة بعشرة إلى [ص 291] ما فوقها (ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور) أي ذنوبه الصغائر ما اجتنبت الكبائر كما تقدم في خبر الصلوات الخمس. (هب عن عبد الله بن أبي أوفى) الأسلمي وقضية صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وأقره، والأمر بخلافه، بل إنما ذكره مقرونا ببيان عليه فقال عقبه:
معروف بن حسان - أي أحد رجاله - ضعيف، وسليمان بن عمر النخعي أضعف منه اه‍. وقال الحافظ العراقي: فيه سليمان النخعي أحد الكذابين اه‍ وأقول: فيه أيضا عبد الملك بن عمير أورده الذهبي في الضعفاء، وقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: مختلط، وقال أبو حاتم: ليس بحافظ، وعجب من المصنف كيف يعزو الحديث إلى مخرجه ويحذف من كلامه ما أعله به؟ وأعجب منه أن له طريقا خالية عن كذاب أورده الزين العراقي في أماليه من حديث ابن عمر، فأهمل تلك وآثره هذه مقتصرا عليها.
9294 - (نوم على علم خير من صلاة على جهل) لأن تركها خير من فعلها فقد يظن المبطل مصححا والممنوع جائزا بل واجبا والشر خيرا لجهله بالفرق بينهما وتقاربهما في بعض الوجوه فيعد على الله المعصية بالطاعة ويحتسبها عنده فأعظم بها من قباحة وشناعة ومع ذلك فللأعمال الظاهرة علائق من المساعي الباطنة تصلحها وتفسدها كالإخلاص والرياء والعجب فمن لم يعلم هذه المساعي الباطنة ووجه تأثيرها في العبادة الظاهرة وكيفية التحرز منها وحفظ العمل عنها فقلما يسلم له عمل الظاهر فتفوته طاعات الظاهر والباطن فلا يبقى بيده إلا الشقاء والكد * (وذلك هو الخسران المبين) * [الزمر: 15] فلذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم هنا ما قال ومن أتعب نفسه في العبادة على خبط فليس له إلا العناء قال علي كرم الله وجهه قصم ظهري رجلان جاهل متنسك وعالم متهتك، وروي أن صوفيا حلق
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست