فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٦ - الصفحة ٣٥
إذا تزوج شيخ الدار غانية * مليحة القد تزهى ساعة النظر فقد تزايغ في أحواله وأتت * فأتى القيادة يستقصي عن الخبر - (البزار) في مسنده (عن سلمان) الفارسي وفيه عطاء بن يسار عن سلمان الفارسي، قال عبد الحق:
وعطاء لم يعلم سماعه منه فإن فيه سعيد بن الجرو لا أعلم له وجودا إلا هنا وفيه سلمة بن كلثوم يروي عنه جمع ومع ذلك هو مجهول الحال.
[ص 27] 8298 - (من اتقى الله) أي أطاعه في أمره ونهبه ولم يعصه بقدر الاستطاعة (عاش قويا) في دينه وبدنه حسا ومعنى، وأي قوة أعظم من التأييد والنصر * (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) [النحل: 128] (وسار في بلاده) كذا فيما وقفت عليه من النسخ لكن لفظ رواية العسكري وسار في بلاد عدوه (آمنا) مما يخاف * (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) [آل عمران: 120] (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) [آل عمران: 186] قال الغزالي: التقوى كنز عزيز فإن ظفرت به فكم نجد فيه من جوهر شريف وعلق نفيس وخير كثير ورزق كريم وفوز كبير وملك عظيم فخيرات الدنيا جمعت تحت هذه الخصلة الواحدة التي هي التقوى وكل خير وسعادة في الدارين تحت هذه اللفظة فلا تنس نصيبك منها، وقال بعض العارفين لشيخه: أوصني، قال: أوصيك بوصية رب العالمين للأولين والآخرين من قوله * (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) [النساء: 131] (حل عن علي) أمير المؤمنين ورواه بهذا اللفظ العسكري عن سمرة مرفوعا.
8299 - (من اتقى الله أهاب الله منه كل شئ ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شئ) لأن من كان ذا حظ من التقوى امتلأ قلبه بنور اليقين فانفتح عليه من الجلال والهيبة ما يهابه به كل من يراه وبقلة التقوى يقل اليقين وتستولي الظلمة على القلب ومن هذا حاله فهو كالكلب فأنى يهاب؟ فعلى قدر خوف العبد من ربه يكون خوف الخلق منه فكلما اشتد خوف العبد من الرب اشتد خوف الخلق منه، قال بعضهم: الخائف الذي يخافه المخلوقات وهو الذي غلب عليه خوف الله وصار كله خوفا وقد كان سعيد بن المسيب مع شدة زهده وتقشفه يستأذنون عليه هيبة له كما يستأذنون على الأمراء بل أشد، وكان يقول: ما استغنى أحد بالله إلا وافتقر الناس إليه. - (الحكيم) الترمذي (عن واثلة) بن الأسقع.
8300 - (من اتقى الله كل) بفتح الكاف وشد اللام (لسانه ولم يشف غيظه) ممن فعل به مكروها لأن التقوى عبارة عن امتثال أوامر الله وتجنب نواهيه ولن يصل العبد إلى القيام بأوامره إلا بمراقبة قلبه
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست