فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٥ - الصفحة ٦٥٠
8137 - (مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه) في كون كل منهما يكون وبالا على صاحبه يعذب عليه يوم القيامة فعلى العالم أي يفيض من العلم على مستحقه لوجه الله تعالى ولا يرى نفسه عليهم منة وإن لزمتهم بل يرى الفضل لهم إذ هذبوا قلوبهم لأن تتقرب إلى الله بزراعة العلوم فيها كمن يعير أرضا ليزرع فيها لنفسه وينفعه ولولا المتعلم ما نال ذلك المعلم قال الطيبي: هذا على التشبيه نحو قولهم النحو في الكلام كالملح في الطعام في إصلاحه باستعماله والفساد بإهماله لا في القلة والكثرة فتشبيه المعلم بالكنز وارد في مجرد عموم النفع لا في أمر آخر، كيف لا والعلم يزيد بالإنفاق والكنز ينقص، والعلم باق والكنز فان.
فإن المال يفنى عن قريب * وإن العلم باق لا يزال (طس عن أبي هريرة) قال المنذري والهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
8138 - (مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء) لأنه في الصغر خال عن الشواغل وما صادف قلبا خاليا تمكن فيه.
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى * فصادف قلبا خاليا فتمكنا ونظمه نفطويه فقال:
أراني أنسى ما تعلمت في الكبر * ولست بناس ما تعلمت في الصغر وما لعلم إلا بالتعلم في الصبا * وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر ولو فلق القلب المعلم في الصبا * لألقي فيه العلم كالنقش في الحجر وما العلم بعد الشيب إلا تعسف * إذا كل قلب المرء السمع والبصر وهذا غالبي فقد تفقه القفال والقدوري بعد الشيب ففاقوا الشباب. - (طب عن أبي الدرداء) قال المصنف في الدرر: سنده ضعيف وقال الهيثمي: فيه مروان بن سالم الشامي ضعفه الشيخان وأبو حاتم ورواه العسكري أيضا بلفظ " مثل الذي يتعلم في صغره كالرسم على الصخرة والذي يتعلم في الكبر كالذي يكتب على الماء ".
8139 - (مثل الذي يجلس يسمع الحكمة) هي كل ما يمنع من الجهل وزجر عن القبيح (ولا
(٦٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 645 646 647 648 649 650 651 652 653 654 655 ... » »»
الفهرست