فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٨
في كل أحواله (الأول) السابق على الأشياء كلها (الآخر) الباقي وحده بعد فناء خلقه فلا ابتداء ولا انتهاء لوجوده ومن عرف أنه الأول غاب عن كل شئ به ومن عرف أنه الآخر رجع في كل شئ إليه (الظاهر) لذاته وصفاته عند أهل البصيرة أو العالم بالظواهر المتجلي للبصائر الباطن المخفي كنه ذاته وصفاته عما سواه *.
(حل) عن زكريا ابن الصلت عن عبد السلام بن صالح عن عباد بن العوام عن عبد الغفار المدني عن ابن المسيب (عن أبي هريرة) قال تفرد به عبد الغفار اه‍ وقال الحافظ العراقي في ذيل الميزان لم أر من تكلم في زكريا بالضعف وإنما الآفة من شيخه المذكور وأقره ابن حجر في اللسان.
2374 - (إن لله تعالى أهلين من الناس) قالوا ومن هم يا رسول الله قال (أهل القرآن) وأكد ذلك وزاده إيضاحا وتقريرا في النفوس بقوله (هم أهل الله وخاصته) أي الذين يختصون بخدمته قال

* هنا بياض بجميع الأصول بمقدار شرح أربعة أحاديث.
(1) محصل هذا الحديث وما قبله أن الرسول (ص) يخبر أن لله سبحانه وتعالى عبادا يمنعهم من أن يقتلوا لمكانتهم عنده ويطيل أعمارهم في الأعمال الصالحة ويوسع أرزاقهم من الحلال الخالص ويحييهم في أمان من الفتن بصرف قلوبهم عنها فهم يتقلبون في طاعته ليل نهار، وقد جادوا بأرواحهم لربهم، يقبضهم الله وهم على فرشهم، ولكنه يبلغهم منازل الشهداء * (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) * [الجمعة: 4].
(2) حاصل هذا الحديث: أن لله تعالى عبادا تولاهم يدافعون عن الاسلام ويذبون عنه ويدافعون عن المسلمين ويحاربون البدع، وأمرنا سبحانه وتعالى بالحرص على مجالس هؤلاء العباد على مجالس هؤلاء العباد ونصرهم والدفاع عنهم وتأييد الحق وأن لا تخشى في الله لومة لائم، وأمرنا بالتوكل عليه، ووعدنا بالنصر، والله لا يخلف الميعاد. اه‍.
(٦٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 623 624 625 626 627 628 629 630 631 632 633 ... » »»