2369 - (إن لله) تعالى (تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا) بدل من تسعة وتسعين وفائدته التأكيد والمبالغة في التقدير والمنع من الزيادة في القياس ذكره بعضهم قال أبو البقاء روى مائة بالنصب بدل من تسعة وتسعين وبالرفع بتقدير هي مائة وقوله إلا واحدا منصوب على الاستثناء وبالرفع على أن تكون إلا بمعنى غير فتكون صفة لمائة وروى مائة إلا واحدة قال الطيبي أنت ذهابا إلى معنى التسمية أو الصفة أو الكلمة وبين وجه كونها إلا واحدا بقوله (إنه وتر) أي فرد (يحب الوتر) أي يرضاه ويحبه فشرع لنا وترين وترا بالنهار وهو صلاة المغرب ووترا بالليل ليكون شفعا لأن الوترية في حق المخلوق محال قال تعالى * (ومن كل شئ خلقنا زوجين) * [الذاريات: 49] حتى لا تنبغي الأحدية إلا لله تعالى (من حفظها دخل الجنة الله) اسم جامع محيط بجميع الأسماء وبمعانيها كلها (الواحد) في ذاته وصفاته * (ليس كمثله شئ) * [الشورى: 11] ومن عرف أنه الواحد أفرد قلبه له فلا يرى في الدارين إلا هو وبه يتضح التخلق فيكون واحدا في عمره بل في دهره وبين أبناء جنسه.
إذا كان من تهواه في الحسن واحدا * * فكن واحدا في الحب إن كنت تهواه (الصمد) من له دعوة الحق وكل كمال مطلق ومن عرف أنه الصمد لم يصمد لغيره وكان غنيا به