فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ٤
الحسن. قال في الميزان متصلا بالحديث، يعني سارة اه‍. فلا أدري أهو من تتمة الحديث أو من تفسير الراوي. ثم إن قلت هذا يخالفه ما في خبر الحاكم: إن الله قسم له من الجمال الثلثين وقسم بين عباده الثلث، وكان يشبه آدم يوم خلقه الله، فلما عصى آدم نزع منه النور والبهاء والحسن ووهب له الثلث من الجمال بالتوبة (1). فأعطى الله يوسف الثلثين. اه‍. قلت كلا لا منافاة لأن الشطر قد يطلق ويراد به الجزء من الشئ، لا النصف، وكم من نظير، وبتأمل حديث الحاكم المذكور يعلم اندفاع قول ابن المنير والزركشي في حديث: أعطي يوسف شطر الحسن يتبادر إلى إفهام بعض الناس أن الناس يشتركون في الشطر الثاني وليس كذلك، بل المراد أنه أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا، فإنه بلغ النهاية ويوسف بلغ شطرها (ش حم ع ك عن أنس) قال الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي.
وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح، وظاهر صنيع المؤلف أنه لا يوجد مخرجا لأحد الشيخين وإلا لما عدل عنه، والأمر بخلافه، فقد رواه مسلم في قصة الإسراء ولفظه، فإذا أنا بيوسف، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن. ومن ثم عزا حديث الترجمة بنصه جمع لمسلم منهم السخاوي ثم رأيت المصنف نفسه قال في الدرر إنه في الصحيح من حديث الإسراء.
1179 - (أعظم الأيام) أي أعظمها (عند الله يوم النحر)، لأنه يوم الحج الأكبر، وفيه معظم أعمال النسك (ثم يوم القر) ثاني يوم النحر لأنهم يقرون فيه أي يقيمون ويستحمون مما تعبوا في الأيام الثلاثة ذكره الزمخشري. وقال البغوي: سمي به لأن أهل الموسم يوم التروية وعرفة والنحر في تعب من الحج فكان الغد من النحر قرأ. اه‍ وفضلهما لذاتهما أو فيما يخصهما من وظائف العبادة، والجمهور على أن يوم عرفة أفضل ثم النحر فمعنى قوله أفضل، أي من أفضل كما يقال: فلان أعقل الناس أي وأعلمهم (حم د ك) في الأضاحي (عن عبد الله بن قرط) بضم القاف الأزدي الثمامي بضم المثلثة وخفة الميم كان اسمه شيطانا، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، شهد اليرموك وغيره، واستعمله معاوية على حمص، قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي.
1180 - (أعظم) رواية ابن عدي إن أعظم (الخطايا) أي الذنوب الصادرة عن عمد، يقال خطى إذا أذنب معتمدا. ذكره الزمخشري (اللسان الكذوب) أي الكثير الكذب، لأن اللسان أكثر الأعضاء عملا، وما من معصية إلا وله فيها مجال، فمن أهمله مرخى العنان ينطق بما شاء من البهتان سلك به في ميدان الخطايا والطغيان وما ينجى من شره إلا أن يقيده بلجام الشرع (ابن لآل) أبو بكر في

(1) هذا لا يتفق مع قوله تعالى: (ان الله اصطفى آدم) الآية فتدبر.
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»