القول المسدد في مسند أحمد - أحمد بن علي بن حجر - الصفحة ٢١
لها; وقوله " إن رسول الله صلى الله عليه لم يقله ولا عمر ولا سعيد ولا الزهري " شهادة نفي صدرت عن غير استقراء تام على ما سنبينه، كان فهي مردودة. وكلامه في إسماعيل بن عياش غير مقبول كله، فإن رواية إسماعيل عن الشاميين عند الجمهور قوية وهذا منها، وإنما ضعفوه في روايته عن غير أهل الشام، نص على ذلك يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعمرو ابن علي الفلاس وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم والبخاري ويعقوب بن سفيان ويعقوب بن شيبة وأبو إسحاق الجوزجاني والنسائي والدولابي وأبو أحمد بن عدي وآخرون، وقد وثقه بعضهم مطلقا; والعجب أن ابن حبان موافق للجماعة على أن حديثه عن الشاميين مستقيم وهذه عبارته فيه: كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حديثهم فلما كبر تغير حفظه، فما حفظه في صباه وحداثته أتى به على وجهه، وما حفظه على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه وأدخل الإسناد في الإسناد وألزق المتن بالمتن - انتهى; فهذا كما تراه قيد كلامه بحديث الغرباء، وليس حديثه المتقدم من حديثه عن الغرباء، وإنما هو من روايته عن شامي وهو الأوزاعي، وأما إشارته إلى أنه تغير حفظه واختلط فقد استوعبت كلام المتقدمين فيه في كتابي " تهذيب التهذيب " ولم أجد عن أحد منهم أنه نسبه إلى الاختلاط، وإنما نسبوه إلى سوء الحفظ في حديثه عن غير الشاميين، كأنه كان إذا رحل إلى
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»