قلت رواه ابن هشام في أوائل السيرة حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي إن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان... فذكر الخبر بطوله إلى أن قال واستجمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر وكان على ما جاء به عيسى عليه السلام من الإنجيل وحكمه وجعل عبد الله بن الثامر لا يجد بنجران أحدا به ضر إلا أتاه فاتبعه على امره ودعا له فعوفي فمن هنالك كان أصل النصرانية بنجران حتى رفع شأنه إلى ملك نجران فدعاه ثم أرسل به إلى جبل عظيم فألقاه من أعلاه إلى الأرض فقام ليس به بأس ثم بعث به فألقاه في بحر بعيد الغور فخرج به ليس به بأس فقال له عبد الله بن الثامر إنك لن تقدر علي حتى توحد الله فوحد الملك الله وآمن به ثم أخذ الملك عصا فضرب بها عبد الله بن الثامر فشجه فهلك وهلك الملك واجتمعت أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر فسار إليهم ذو نواس بجنوده فدعاهم إلى اليهودية وخيرهم بين ذلك والقتل فاختاروا القتل فخد لهم الأخدود فحرق بالنار وقتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل عشرين ألفا ففي ذي نواس وجنوده انزل الله تعالى * (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) * الآية انتهى ملفقا من كلام طويل ونقله الثعلبي في تفسيره عن محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه ان رجلا كان على دين عيسى فوقع إلى نجران فدعاهم فأجابوه فسار إليهم ذو نواس اليهودي فخيرهم بين اليهودية والنار فأبوا عليه فخد الأخاديد فأحرق اثني عشر ألفا وقال الكلبي كان أصحاب الأخدود سبعين ألفا وهم نصارى نجران وذلك أن ملكا بنجران أخذ بها قوما مؤمنين فخد لهم في الأرض سبعة أخاديد طول كل أخدود أربعون ذراعا وعرضه اثنا عشر ذراعا ثم طرح فيها النفط والنار ثم عرضهم عليها فمن أبى قذفوه فيها ومن رضي تركوه إلى آخر القصة
(١٨٥)