وروي أنه عليه السلام أمن الناس إلا أربعة هي أحدهم فاستحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا وقال ما حملك على هذا فقال يا رسول الله ما كفرت منذ أسلمت ولا غشتك منذ نصحتك ولا أحببتهم منذ فارقتهم ولكني كنت امرءا ملصقا في قريش وروي عزيزا فيهم أي غريبا ولم أكن من أنفسها وكل من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون أهاليهم وأموالهم غيري فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يدا وقد علمت أن الله ينزل عليهم بأسه وأن كتابي لا ينفعهم شيئا فصدقه وقبل عذره فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال (وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) ففاضت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم فنزلت هو كذلك بتمامه في تفسير الثعلبي ثم البغوي وكذلك في أسباب النزول للوالحدي قلت غريب بهذا اللفظ والحديث رواه الجماعة إلا ابن ماجة بنقص ألفاظ فرواه البخاري في موضعين في الجهاد ورواه في التفسير ومسلم في المناقب وأبو داود في الجهاد والترمذي والنسائي في التفسير كلهم من حديث عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها) فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا هلمي الكتاب قالت ما عندي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاص شعرها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة
(٤٤٨)