تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٠
وروى الحاكم في المستدرك في تفسير سورة الجن من حديث الزهري قال أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي وكان من أهل الشام أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول إن رول اله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وهو بمكة (من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل) فلم يحضر منهم أحد غيري قال فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطا ثم أمرني أن أجلس فيه ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة ثكيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر ثم أتاني فقال (ما فعل الرهط) قلت هم أولئك يا رسول الله ثم أخذ عظما وروثا فأعطاهم إياه زادا ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو روث انتهى وسكت عنه وروى الطبري من حديث معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي أنه قال لأبن مسعود حدثت أنك كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال أجل قال فكيف كان قال فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خط عليه خطا وقال (لا تبرح منه) وغشي رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العجاجة السوداء حتى إذا كان قريبا من الصبح أتاني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي (هل رأيت شيئا) قلت نعم رأيت رجالا سودا مستشعرين بثياب بيض قال (أولئك جن نصيبين سألوني المتاع) قال فمتعتهم بكل عظم وحائل أو بعرة أو روثة فقلت يا رسول الله وما يغني ذلك عنهم قال (إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل ولا روثا إلا وجدوا فيه حبة يوم أكل فلا يستنج أحدكم بعظم ولا روث) انتهى وروى ابن أبي حاتم في تفسيره عن عكرمة في قوله تعالى (وإذ صرفنا
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 293 295 296 297 ... » »»