ورواه أبو داود في سننه في الصلاة من حديث سعد بن أبي وقاص... بنحوه سواء ورواه أيضا من حديث أبي لبابة... بنحوه وزاد في آخره فقلت لابن أبي مليكة أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت قال يحسنه ما استطاع انتهى وزاد في حديث سعد قال وكيع وابن عيينة يعني يستغني به انتهى وذهل النووي في كتاب التبيان فعزاه لأبي داود فقط وقال رواه أبو داود بإسنادين جيدين انتهى وكذلك الطيبي عزاه لأبي داود فقط ولم يعزه المنذري في مختصره للبخاري وغلط القرطبي في كتابه التذكار فعزاه لمسلم ولم يعزه للبخاري ولا لأبي داود ولم يذكره صاحب جامع الأصول في كتابه أصلا ووهم الحاكم في مستدركه أيضا فقال بعد أن رواه من حديث سعد وقد رواه الشيخان عن أبي هريرة بغير هذا المتن (ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغني القرآن) انتهى ذكره في فضائل القرآن واعلم أن العلماء مختلفون في هذا الحديث على قولين فمنهم من حمله على الغناء الممدود وهو رفع الصوت به ومنهم من حمله على الغناء المقصور وهو اليساد وقد اختلف فهم الرواة فيه كذلك كما تقدم عند أبي داود والأكثر على الأول واحتجوا بحديث أبي هريرة (ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي تغنى بالقرآن يجهر به) أخرجاه في الصحيحين وفي رواية لهما النبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به وبحديث البراء بن عازب زينوا القرآن بأصواتكم رواه أبو داود في سننه زاد الحاكم في مستدركه فإن حسن الصوت يزيد القرآن حسنا انتهى وهذه الزيادة تدفع قول من يجعله على القلب أي زينوا أصواتكم بالقرآن
(٢١٤)