جلده كجلد القنفذ فرمي في وجهي مثل شرر النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثلك يؤذى يا أبا دجانة هذا عامر الدار عامر سوء ثم قال ائتوني بدواة وقرطاس فأتى بهما فناولهما علي بن أبي طالب وقال اكتب يا أبا الحسن قال وما أكتب يا رسول الله قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق الدار من العمار والزوار والصالحين إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن أما بعد... فإنا ولكم في الحق سعة فإن تك عاشقا مولعا أو فاجرا مقتحما أو مدعي حق مبطلا هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ورسلنا يكتبون ما تمكرون اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون يغلبون حم لا ينصرون حم عسق تفرق أعداء الله وبلغت حجة الله و لا حول و لا قوة إلا بالله فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم قال أبو دجانة فأخذت الكتاب فأخرجته وحملته إلى داري وجعلته تحت رأسي وبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول يا أبا دجانة أحرقتنا بالنار فبحق صاحبك إلا ما رفعت عنا هذا الكتاب فلا عود لنا في دارك ولا في موضع يكون فيه هذا الكتاب فقلت لا وحق صاحبي رسول الله لا رفعته حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو دجانة فلقد طالت علي ليلتي بما سمعت من أنين الجن وبكائهم حتى أصبحت فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما تم لي معهم فقال يا أبا دجانة ارفع عن القوم فوالذي بعثني بالحق إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة انتهى قال البيهقي وقد روي في حزر أبي دجانة حديث موضوع لا تحل روايته انتهى وهذا الذي أشار إليه رواه ابن الجوزي في الموضوعات وقال ليس في الصحابة من اسمه موسى انتهى قال المنذري في حواشي السنن الشعار العلامة كانوا يتعارفون بها في الحرب ليعرف الرجل بها رفيقه قال وقال ثعلب في قوله لا ينصرون أنه
(٣٧)