النزول وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية الخرساء أين الله فأشارت إلى السماء فقرر فالسؤال والتقرير يشعران بالجهة والجواب أنها ظواهر ظنية لا تعارض اليقينيات ومهما تعارض دليلان وجب العمل بهما ما أمكن فتؤول الظواهر إما إجمالا ويفوض تفصيلها إلى الله كما هو رأي من يقف على إلا الله وعليه أكثر السلف كما روي عن أحمد الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والبحث عنها بدعة وأما تفصيلا كما هو رأي طائفة فنقول الاستواء الاستيلاء نحو قد استوى عمرو على العراق والعندية بمعنى الاصطفاء والإكرام كما يقال فلان قريب من الملك * (وجاء ربك) * أي أمره " وإليه يصعد الكلم الطيب " أي يرتضيه فإن الكلم عرض يمتنع عليه الانتقال و * (من في السماء) * أي حكمه أو سلطانه أو ملك موكل بالعذاب وعليه فقس الشرح المرصد الثاني في تنزيهه وهي الصفات السلبية وفيه مقاصد سبعة المقصد الأول أنه تعالى أوليس في جهة من الجهات ولا في مكان من الأمكنة وخالف فيه المشبهة وخصصوه بجهة الفوق اتفاقا ثم اختلفوا فيما بينهما فذهب أبو عبد الله محمد بن كرام إلى أن كونه في الجهة ككون الأجسام فيها وهو أن يكون بحيث يشار إليه أنه ههنا أو هناك قال وهو مماس للصفحة العليا من العرش ويجوز عليه الحركة والانتقال وتبدل
(٣٢)