الإمام الرازي في الأربعين كونه تعالى مريدا إما أن يكون نفس ذاته وهو قول ضرار وإما أن لا يكون نفس ذاته وحينئذ إما أن يكون أمرا سلبيا وهو أحد قولي النجار كما مر من كونه غير مغلوب ولا مكره وإما أمرا ثبوتيا ولا بد له من علة لإمكانه فيكون إما معللا بذاته تعالى وهو القول الآخر له وإما معللا بغير ذاته وحينئذ إما أن يعلل بمعنى قديم قائم بذاته تعالى وهو قول أصحابنا وإما بمعنى حادث إما قائم بذاته تعالى وهو قول الكرامية أو موجود لا في محل وهو قول الجبائية وعبد الجبار من المعتزلة أو قائم بذات غير ذات الله تعالى ولم نر أحد ذهب إليه ويبطل الأول أنا نعلمه ونشك في كونه مريدا ويبطل الثاني لزوم كون الجماد مريدا لأنه غير مغلوب ويبطل الخامس والسادس لزوم التسلسل في الإرادات ويبطل الخامس خاصة أنه لا يقوم الحادث بذاته تعالى والسادس خاصة أنه يلزم عرض لا في محل وأن نسبة ما لا محل له إلى جميع الذوات سواء فإذا كانت الإرادة قائمة بذاتها فليس كونه تعالى مريدا بها أولى من كون غيره مريدا بها وكون ذاته تعالى لا في محل كتلك الإرادة لا يوجب اختصاصه به لأن كونه لا في محل أمر سلبي فلا يكون علة للثبوت المقصد السادس المتن في أنه تعالى سميع بصير السمع دل عليه وهو مما علم بالضرورة من دين محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والحديث مملوء به لا يمكن إنكاره ولا تأويله وقد احتج عليه بعض الأصحاب بأنه تعالى حي وكل حي يصح
(١٢٣)