إفحام المخاصم - شيث بن إبراهيم - الصفحة ٦٩
أفعال العباد خلق لهم انفردوا بها دون بارئ النسم وموجد الخلق بعد العدم ويزعمون أن الخالقين كثير ويحتجون بقوله تعالى فتبارك الله أحسن الخالقين ويقولون لولا أن ثم خالقين كثيرا وأن الله أحسنهم خلقا لما قال فتبارك الله أحسن الخالقين وقد أكذبهم الله تعالى في هذه الآية بقوله تعالى أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه وذلك أن حركة الارتعاش في يد العبد هم موافقون لنا أنها خلق الله تعالى دون العبد لأنها واقعة بقدرة الله وإرادته ولا قدرة للعبد عليها ولا إرادة فإذا أراد العبد أن يحرك يده باختياره وإرادته حركة تشبه الارتعاش قالوا هذه خلق للعبد لأنها وقعت بقدرته وإرادته فقد جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق علهم فأكذبهم الله تعالى فقال قل الله خالق كل شئ بمعنى هو المنفرد بخلق جميع الأجسام والأعراض كلها وخالق أفعال خلقه كما قال والله خلقكم وما تعملون ثم قال وهو الواحد القهار واحد في ذاته واحد في صفاته واحد في أفعاله قهار لجميع خلقه داخلون تحت قدرته والسماوات مطويات بيمينه ومقهورون في قبضته وتحت سلطانه قهر اقتدار لا إله إلا هو الواحد القهار واعلم أن هؤلاء الذين لم يؤتوا إلا من قلة الفهم وعمي البصائر ظنوا أن الخلق لا يكون إلا بمعنى) الاختراع والايجاد والابتداع تعالى الله أن يكون معه شريك في ملكه وسلطانه وجبروته أو يكون أحد خالقا لشئ سواه وإنما الخلق في هذه الآية
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»