كتاب أمثال الحديث - ابن خلاد الرامهرمزي - الصفحة ٢٩
والكلأ: الحشيش. قال صاحب كتاب العين: هو اسم لرطبه ويابسه.
قال: والعشب لا يكون إلا رطبا.
وقال أبو زيد الأنصاري:
الكلأ كله ما دام رطبا عشبه وبقله وهو مهموز. والجمع الأكلاء ممدود. يقال:
أكلأت الأرض فهي مكلئة. وأكلأت الأرض وأعشبت، وأكلأ المال وأعشب الناس، والناس مكلأون ومعشبون، وقد بدأ الأكلاء والأعشاب والأبقال فأما ذكار الكلأ فعشب وهو ما غلظ منه وعظم. والبقل مالان منه ودق. وهذا مثل للنبي (ص) في إبلاغه عن الله عز وجل ودعائه إلى سبيله وإنه بعث رحمة للعالمين ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم، ومثل ذلك بالغيث الذي ينشر الله به رحمبه في الأرض ويحيى به الأنعام والحرث والذين استمعوا قوله وشاهدوا أمره في اختلاف مذاهبهم وطرائقهم ببقاع الأرض التي يختلف تربها وأماكنها فمنها ذات الرياض المعشبة الكثيفة التي يكثر خيرها ويعم نفعها، ومنها الأماكن ذات الغياض والغدران والنقر والقلات، وغير ذلك من الأماكن التي يستنقع فيها الماء فيرد إليها الناس والأنعام، ومنها ما لا يتعلق من المطر إلا بمروره عليه، وهو مثل لمن فقه عن الله عز وجل وتفقه لما أمر به الرسول (ص) فعلم وعلم وعمل، ومثل للحامل
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست