دلائل النبوة - إسماعيل الأصبهاني - ج ٣ - الصفحة ٨٦٨
وأمرنا أن نعبد الله وحده لا شريك له، فصدقناه وعرفنا كلام الله عز وجل وعلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء به من عند الله عز وجل، فلما فعلنا ذلك عادانا قومنا وعادوا النبي صلى الله عليه وسلم الصادق وكذبوه وأرادوا قتله، وأرادونا على عبادة الأوثان، ففررنا إليك بديننا ودمائنا من قومنا، ولو أقرونا استقررنا، فقال النجاشي: والله! إن خرج هذا الأمر إلا من المشكاة التي خرج منها أمر موسى!!
فقال جعفر: أما التحية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن تحية أهل الجنة: السلام، وأمر بذلك فحييناك بالذي يحيى بعضنا بعضا، وأما عيسى بن مريم فهو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وابن / العذراء البتول، فخفض النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منه عودا، فقال:
والله! ما زاد ابن مريم على هذا وزن هذا العود؟ فقال عظماء الحبشة: والله! لئن سمع الحبشة هذا لتخلعنك، فقال النجاشي: والله! لا أقول في عيسى غير هذا أبدا، والله!
ما أطاع لله الناس في حين رد إلى ملكي، فأنا أطيع الناس في الله! معاذ الله! من ذلك!!
(٨٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 863 864 865 866 867 868 869 870 871 873 874 ... » »»