دلائل النبوة - إسماعيل الأصبهاني - ج ٣ - الصفحة ٨٦٥
غير قريش، فإنكم تعلمون أنه قد أفسد أبناءكم ونساءكم و عبيدكم، فيأبى قومه ذلك، فمنع الله رسوله صلى الله عليه وسلم، ودفع كيد من كاده، فقالت قريش: اقتلوا محمدا بزحمة، واجتمع من قبائل قريش كلها نفر فأحاطوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت حتى كادت أيديهم أن تحيط به أو تلتقي عليه، فصاح أبو بكر رضي الله عنه: أتقتلون رجلا أن يقول: ربي الله! وقد جاءكم بالبينات من ربكم!!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(دعهم يا أبا بكر! فإني بعثت إليهم بالذبح، فكبر ذلك عليهم وقالوا: ما كذبنا / بشيء قط)، وقال زهير بن أبي أمية: مهلا يا أبا القاسم! ما كنت جهولا فتفرقوا عنه واشتدوا على من اتبعه على دين الله من أبنائهم وإخوانهم وقبائلهم، فكانت فتنة شديدة وزلزال شديد، فمنهم من عصمه الله، ومنهم من افتتن!
فلما فعل ذاك بالمسلمين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل في الشعب مع بني عبد المطلب بالخروج إلى أرض الحبشة، وكان بأرض الحبشة ملك يقال له: (النجاشي) لا يظلم
(٨٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 860 861 862 863 864 865 866 867 868 869 870 ... » »»