ما لك ولهذا؟ أقبل على عملك، قلت: لا شيء، إنما أردت أن أستثبته عما قال، وقد كان عندي شيء قد جمعته، فلما أمسيت أخذته، ثم ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء، فدخلت عليه، فقلت له: إنه بلغني أنك رجل صالح، ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي صدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم، وقربته إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
(كلوا)، وأمسك هو، فلم يأكل منه، فقلت / في نفسي: هذه واحدة، ثم انصرفت عنه، فجمعت شيئا - فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة - ثم جئته، فقلت: رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وأمر أصحابه فأكلوا، فقلت في نفسي: هاتان ثنتان،