نزهة الناظر وتنبيه الخاطر - الحلواني - الصفحة ٤٦
أيها الناس إن أمس أمل، واليوم عمل، وغدا أجل، فاعتبروا بمن في القبور إلى يوم النشور، ممن موهت لهم الأمثال الاعمال، وأقحمتهم الآجال الأوجال.
أيها الناس إن ثمرة الحزم السلامة، وثمرة العجز الندامة، فقد روا قبل التقحم وتدبروا قبل التندم، فيد الرفق تجنى ثمرة النعم، ويد العجز تغرس شجرة النقم.
12 - وقال عليه السلام: قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر أنفته وصداقته (1) على قدر مروته، وعفته على قدر غيرته. (2).
13 - وقال عليه السلام: الظفر بالحزم والحزم با جالة الرأي: والرأي بتحصين السر (3).
14 - وقال عليه السلام: فرض الله تعالى الايمان تطهيرا من الشرك والصلاة تنزيها من الكبر، والزكاة سببا (4) للرزق، والصيام ابتلاء لاخلاص الخلق، والحج تقوية (5) للدين، والجهاد عزا للاسلام، والامر بالمعروف مصلحة للعوام، والنهى عن المنكر ردعا للسفهاء، وصلة الرحم منماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء، و إقامة الحدود إعظاما للمحارم، وترك شرب الخمر تحصينا للعقل، ومجانبة السرقة إيجابا للعفة، وترك الزنا تصحيحا للنسب - وقيل: تحصينا - وترك اللواط تكثيرا للنسل، والشهادات استظهارا على المجاحدات (6)، وترك الكذب تشريفا للصدق، والسلام أمانا من المخاوف، والإمامة (7) نظاما للأمة، والطاعة

١) في النهج: صدقه.
٢) أورده في نهج البلاغة: ٤٧٧، عنه الوسائل: ١١ / ٢٠٠ ح ١٤، والبحار، ٧٠ / ٤ ح ٢ ومستدرك الوسائل: ٢ / 43 ح 5 3) أورده في نهج البلاغة: 477 ح 48، وفيه " الاسرار " بدل " السر " عنه البحار: 71 / 341 ضمن ح 14، وج 75 / 71 ح 16.
4) في النهج: تسبيا.
5) في النهج: تقربة.
6) مفردها مجاحدة، وهي الانكار والجحود. وفي " أ " و " ط " المجاهدات.
7) " أ " و " ط " والينابيع: الأمانة.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»