جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٩٢
قال قال لي سليمان التيمي إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله قال أبو عمر هذا اجماع لا أعلم فيه خلافا باب ما يكره فيه المناظرة والجدال والمراء قال أبو عمر الآثار كلها في هذا الباب المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما وردت في النهي عن الجدال والمراء في القرآن وروى سعيد بن المسيب أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال المراء في القرآن كفر ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه غير هذا بوجه من الوجوه والمعنى أن يتمادى اثنان في آية يجحدها أحدهما ويدفعا أوي صير فيها إلى الشك فذلك هو المراء الذي هو الكفر وأما التنازع في احكام القرآن ومعانيه فقد تنازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من ذلك وهذا يبين لك أن المراء الذي هو كفر هو الجحود والشك كما قال عز وجل ولا يزال الذين كفروا في مرية منه ونهى السلف رحمهم الله عن الجدال في الله جل ثناؤه في صفاته وأسمائه وأما الفقه فاجمعوا على الجدال فيه والتناظر لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك وليس الاعتقادات كذلك لأن الله عز وجل لا يوصف عند الجماعة أهل السنة إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أجمعت الأمة عليه وليس كمثله شيء فيدرك بقياس أو بأنعام نظر وقد نهينا عن التفكير في الله وأمرنا بالتفكر في خلقه الدال عليه وللكلام في ذلك موضع غير هذا والدين قد وصل إلى العذراء في خدرها والحمد لله قرأت على سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا ابن وضاح
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»