جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ١٤٥
فأخبرهم أنه رأيك وإذا حدثت الناس بشيء من السنة فأخبرهم إنه سنة لا يظنوا إنه رأيك حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال قال لي مالك بن أنس وهو ينكر كثرة الجواب للمسائل يا عبد الله ما علمته فقل به ودل عليه وما لم تعلم فاسكت عنه وإياك أن تتقلد للناس قلادة سوء أخبرني أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي حدثني أبي حدثنا محمد بن عمر بن لبابة قال حدثنا مالك بن علي القرشي قال أنبأنا عبد الله ابن مسلمة القعنبي قال دخلت على مالك فوجدته باكيا فسلمت عليه فرد علي ثم سكت عني يبكي فقلت له يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك فقال لي يا ابن قعنب إنا لله على ما فرط مني ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي وهذه المسائل قد كانت لي سعة فيما سبقت إليها وذكر محمد بن حارث بن أسد الخشني قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عباس النحاس قال سمعت أبا عثمان سعيد بن محمد الحداد يقول سمعت سحنون بن سعيد يقول ما أدري ما هذا الرأي سفكت به الدماء واستحلت به الفروج واستخفت به الحقوق غير أنا رأينا رجلا صالحا فقلدناه أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا مضر بن محمد قال حدثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي قال حدثنا مخلد بن الحسين عن الأوزاعي قال إذا أراد الله أن يحرم عبده بركة العلم ألقى على لسانه الأغاليط وروينا عن الحسن أنه قال أن شرار عباد الله الذين يجيئون بشرار المسائل يعتنون بها عباد الله حدثنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول سمعت حماد بن زيد يقول قيل لأيوب مالك لا تنظر في الرأي فقال أيوب قيل للحمار مالك لا تجتر قال أكره مضغ الباطل وروينا عن رقبة بن مصقلة عن أبي حنيفة إنه قال لرجل رآه يختلف إلى أبي حنيفة يا هكذا يكفيك من رأيه ما مضغت وترجع إلى أهلك بغير ثقة وسئل رقبة بن مصقلة عن أبي حنيفة فقال هو أعلم الناس بما لم يكن وأجهلهم بما قد كان وقد روى هذا القول عن حفص بن غياث في أبي حنيفة يريد أنه لم يكن له علم بآثار من مضى والله أعلم
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»