جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ١٤١
مالك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهاكم عن قيل وقال وكثرة السؤال فقال أما كثرة السؤال فلا أدري أهو ما أنتم فيه مما أنهاكم عنه من كثرة المسائل فقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها وقال الله تعالى لا تسألوا عن أشياء إن لكم تسؤكم فلا أدري أهو هذا أم السؤال في مسألة الناس في الاستعطاء وقد ذكرنا القول في قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال مبسوطا في كتاب التمهيد والحمد لله واحتجوا أيضا بما رواه ابن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه سمع أباه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم عليهم من أجل مسألته رواه عن ابن شهاب معمر وابن عيينة ويونس بن يزيد وغيرهم وهذا لفظ حديث يونس بن يزيد من رواية ابن وهب عنه وروى ابن وهب أيضا قال حدثني ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذروني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم قال وأخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعبد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ذلك حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا سعيد بن أحمد ابن عبد ربه قال حدثنا أسلم بن عبد العزيز قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاوس قال قال عمر بن الخطاب وهو على المنبر أحرج بالله على كل امرئ سأل عن شيء لم يكن فإن الله قد بين ما هو كائن وحدثنا محمد قال حدثنا أحمد قال حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن حمير قالا حدثنا يونس فذكر باسناده مثله وروى جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعبد بن جبير عن ابن عباس قال ما رأيت قوما خيرا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما سألوه إلا عن ثلاثة عشر مسئلة حتى قبض صلى الله عليه وسلم كلهم في القرآن يسئلونك عن المحيض يسئلونك عن الشهر الحرام يسألونك عن اليتامى ما كانوا يسئلون إلا عما ينفعهم قال أبو عمر ليس في الحديث من الثلاث
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»