جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ١٢٦
تبارك من لا يعلم الغيب غيره ومن بطشه بالمعتدين شديد وفيه تعرضت يا بكر بن حماد خطة بأمثالها في الناس شاب وليد تقول بأن الخير قل كثيره وأخبرتنا أن الحديث يزيد وصيرته إذ زاد شرا وقام في ضميرك أن الخير منه بعيد فلم تأت فيه الحق إذ قلت فيه بالعموم وأنت المرء كنت تحيد وما زال ذا قسمين حقا وباطلا فهذا خلاخيل وذاك قيود وذا ذهب محض وذلك آنك وذا ورق صاف وذاك حديد وهذا أمير في الأنام معظم وذاك طريد في البلاد شريد فذمك هذا في المقال مذمم وذمك هذا في الفعال حميد وألزمت هذا ذنب ذا كمعاقب ظباء يذنب قارفته أسود وهل ضرأ حرارا كراما أعزة إذا جوزتهم في الندى عبيد ولولا الحديث المحتوى سنن الهدى لقامت على رأس الضلال بنود وقول رسول الله يعرف حده فليس له عند الرواة مزيد وما كان من إفك وزور فإنه كعدة رمل تحتويه زرود وليس له حد وفي كل ساعة يزيد جديدا يقتفيه جديد ولابن معين في الذي قال أسوة ورأي مصيب للصواب سديد وأجر به يعلى الآله محله وينزله في الخلد حيث يريد يناضل عن قول النبي ويطرد الأ باطيل عن أحواضه ويزود وجلة أهل العلم قالوا بقوله وما هو في شيء أتاه فريد وقلت وليس الصدق منك سجية وشيطان أصحاب الحديث مريد وما الناس إلا اثنان بر وفاجر فقولك عن سبل الصواب حيود وكل حديثي تأزر بالتقى فذاك امرؤ عند الآله سعيد ولو لم يقم أهل الحديث بديننا فمن كان يروي علمه ويفيد هم ورثوا علم النبوة واحتووا من الفضل ما عنه الأنام رقود وهم كمصابيح الدجى يهتدي بهم وما لهم بعد الممات خمود
(١٢٦)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الصدق (1)، الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»