بعير ومائة فرس وجهزهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا شكالا وروي أنه أنفق فيها ألف دينار وفي هذه الغزوة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم البكاءون وهم سبعة سالم بن عمير من بني عمرو بن عوف وعلبة بن زيد أخو بني حارثة وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب من بني مازن بن النجار وعمرو بن الحمام من بني سلمة وعبد الله بن المغفل المزني وقيل بل هو عبد الله بن عمرو المزني وهرمي بن عبد الله أخو بني واقف وعرباض بن سارية الفزاري فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجدوا عنده ما يحملهم عليه فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون فسموا البكائين وذكروا أن ابن يامين بن عمير النضري حمل أبا ليلى وعبد الله بن مغفل على ناضح له يعتقبانه وزودهما تمرا كثيرا واعتذر المخلفون من الأعراب فعذرهم رسول الله عليه السلام وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب عسكره على باب المدينة واستعمل عليها محمد بن مسلمة وقيل بل سباع بن عرفطة وقيل بل خلف عليها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو الأثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عليا في غزوة تبوك فقال المنافقون استثقله فذكر ذلك علي رضوان الله عليه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في خبر سعد فقال كذبوا إنما خلفتك لما تركت ورائي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي والآثار بذلك متواترة صحاح قد ذكرت كثيرا منها في غير هذا الموضع وخرج عبد الله بن أبي بن سلول بعسكره فضربه على باب المدينة أيضا فكان عسكره فيما زعموا ليس بأقل العسكريين وهو يظهر الغزاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢٣٩)