التمهيد - ابن عبد البر - ج ٢١ - الصفحة ٢٧٩
الآية وهو مريض فقلنا إنا جئناك زائرين وعائدين ومقتبسين فقال عرباض إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الغداة ثم أقبل علينا فوعظنا بموعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فما تعهد إلينا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراسدين المهديين عضوا عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة (93) وروى الحرث الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال آمركم بخمس أمرني الله بهن الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد حدثناه قاسم بن محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا أحمد بن عمرو بن منصور قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا ابان قال حدثنا يحيى يعني ابن أبي كثير أن زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه أن الحرث الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمر يحيى بن زكرياء بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن وأنه كان يبطئ بهن (94) وأن عيسى بن مريم قال له إن الله أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تأمرهم وإما أن نأمرهم قال يا أخي إنك إن تسبقني بهن خشيت أن أعذب أو يخسف بي فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ وقعد الناس على الشرف فقال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وإن (95) مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»