الله بن دينار وعراك وهو خطأ غير مشكل وهذان الموضعان مما عد عليه من غلطه في الموطأ والحديث محفوظ في الموطآت كلها وغيرها لسليمان بن يسار عن عراك بن مالك وهما تابعان نظيران وعراك أسن من سليمان وسليمان عندهم أفقه وكلاهما ثقة جليل عالم وعبد الله بن دينار تابع أيضا ثقة توفي عراك بن مالك الغفاري بالمدينة سنة اثنتين ومائة وتوفي سليمان بن يسار سنة سبع ومائة وقد تقدم ذكر وفاة عبد الله بن دينار في أول بابه من هذا الكتاب (1) وما زال العلماء قديما يأخذ بعضهم عن بعض ويأخذ الكبير عن الصغير والنظير عن النظير ونفخ الشيطان في أنوف كثير من أهل عصرنا ببلدنا فأعجبوا بما عندهم وقنعوا بيسير ما علموا ونصبوا الحرب لأهل العناية وأبدوا له الشحناء والعداوة حسدا وبغيا وقديما كان في الناس الحسد ولقد كان ذلك فيما روي من إبليس لآدم ومن ابني آدم بعضهما لبعض ولقد أحسن سابق رحمه الله حيث يقول * جنى الضغائن آباء لنا سلفوا * فلن تبيد وللآباء أبناء * وقد ذم الله الحاسدين في كتابه ونهى عن الحسد رسوله صلى الله عليه وسلم فقال لا تحاسدوا (2) ثم قال إذا حسدتم فلا تبغوا ولا معصوم إلا من عصمه الله فهو حسبنا لا شريك له
(١٢٤)