الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ٩٠٨
من كل شئ تحفظ أخاك إلا من نفسه والله لو وجدوكم تحت أستار الكعبة لقتلوكم وهل حرمة المسجد إلا كحرمة البيت ثم تمثل * ولست بمبتاع الحياة بسبة * ولا مرتق من خشية الموت سلما * قال ثم شد عليه أصحاب الحجاج فقال أين أهل مصر فقالوا هم هؤلاء من هذا الباب لأحد أبواب المسجد فقال لأصحابه كسروا أغماد سيوفكم ولا تميلوا عنى فإني في الرعيل الأول قال ففعلوا ثم حمل عليهم وحملوا معه وكان يضرب بسيفين فلحق رجلا فضربه فقطع يده وانهزموا فجعل يضربهم حتى أخرجهم من باب المسجد فجعل رجل أسود يسبه فقال له اصبر يا بن حام ثم حمل عليه فصرعه قال ثم دخل عليه أهل حمص من باب بنى شيبة فقال من هؤلاء فقالوا أهل حمص فشد عليهم وجعل يضربهم حتى أخرجهم من باب المسجد ثم انصرف وهو يقول * لو كان قرني واحدا لكفيته * أوردته الموت وذكيته * قال ثم دخل عليه أهل الأردن من باب آخر فقال من هؤلاء فقيل أهل الأردن فجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد ثم انصرف وهو يقول * لا عهد لي بغارة مثل السيل * لا ينجلى قتامها حتى الليل * قال فأقبل عليه حجر من ناحية الصفا فضربه بين عينيه فنكس رأسه وهو يقول * ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا يقطر الدم *
(٩٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 903 904 905 906 907 908 909 910 911 912 913 ... » »»