الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ١١٨٦
بالإقبال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين انصرافه من الحبشة ثم لم يعزم له إلى الوقت الذي ذكرنا والله أعلم وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية نحو الشام وقال له يا عمرو إني أريد أن أبعثك في جيش يسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة فبعثه إلى أخوال أبيه العاص بن وائل من بلى يدعوهم إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد فشخص عمرو إلى ذلك الوجه فكان قدومه إلى المدينة في صفر سنة ثمان ووجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الآخرة سنة ثمان فيما ذكره الواقدي وغيره إلى السلاسل من بلاد قضاعة في ثلاثمائة وكانت أم والد عمرو من بلى فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض بلى وعذرة يستألفهم بذلك ويدعوهم إلى الإسلام فسار حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل فخاف فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الغزوة يستمده فأمده بجيش من مائتي فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأمر عليهم أبا عبيدة فلما قدموا على عمرو قال أنا أميركم وإنما أنتم مددى وقال أبو عبيدة بل أنت أمير من معك وأنا أمير من معي فأبى عمرو فقال له أبو عبيدة يا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى إذا قدمت على عمرو
(١١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1181 1182 1183 1184 1185 1186 1187 1188 1189 1190 1191 ... » »»