الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٣ - الصفحة ١١١٨
تقديم أبى بكر في الفضل على عمر وتقديم عمر على عثمان وتقديم عثمان على على رضي الله عنهم وعلى هذا عامة أهل الحديث من زمن أحمد بن حنبل إلا خواص من جلة الفقهاء وأئمة العلماء فإنهم على ما ذكرنا عن مالك ويحيى القطان وابن معين فهذا ما بين أهل الفقه والحديث في هذه المسألة وهم أهل السنة وأما اختلاف سائر المسلمين في ذلك فيطول ذكره وقد جمعه قوم وقد كان بنو أمية ينالون منه وينقصونه فما زاده الله بذلك إلا سموا وعلوا ومحبة عند العلماء وذكر الطبري قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي قال حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن أبيه قال قيل لسهل بن سعد إن أمير المدينة يريد أن يبعث إليك لتسب عليا عند المنبر قال كيف أقول قال تقول أبا تراب فقال والله ما سماه بذلك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت وكيف ذلك يا أبا العباس قال دخل على على فاطمة ثم خرج من عندها فاضطجع في صحن المسجد قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة رضي الله عنها فقال أين ابن عمك قالت هو ذاك مضطجع في المسجد قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول اجلس أبا تراب فوالله ما سماه به إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما كان اسم أحب إليه منه وروى ابن وهب عن حفص بن ميسرة عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه سمع ابنا له ينتفض عليا فقال إياك والعودة إلى ذلك فإن بنى مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك إلا رفعة وإن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا وإن الدنيا لم تبن شيئا إلى عاودت على ما بنت فهدمته
(١١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1113 1114 1115 1116 1117 1118 1119 1120 1121 1122 1123 ... » »»