الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٧٦١
قال وأبي هناك شيخ كبير وامرأتي ووالدتي قال فلما علوت الثنية وضع الله بين عيني نورا يتراءاه الحاضر في ظلمة الليل وأنا منهبط من الثنية فقلت اللهم في غير وجهي فإنه أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراق دينهم فتحول في رأس سوطى فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم وإنه على رأس سوطى كأنه قنديل معلق فيه حتى قدمت عليهم فقال فأتاني أبي فقلت إليك عني فلست منك ولست مني قال وما ذاك يا بني قال فقلت أسلمت واتبعت دين محمد فقال أي بني فإن ديني دينك قال فأسلم وحسن إسلامه ثم أتتني صاحبتي فقلت إليك عني فلست منك ولست مني قالت وما ذاك بأبي وأمي أنت قلت أسلمت واتبعت دين محمد فلست تحلين لي ولا أحل لك قالت فديني دينك قال قلت فاعمدي إلى هذه المياه فاغتسلي منها وتطهري وتعالي قال ففعلت ثم جاءت فأسلمت وحسن إسلامها ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبت علي وتعاصت ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فقلت يا رسول الله غلب على دوس الزنا والربا فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا ثم رجعت إليهم قال وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام حتى استجاب لي منهم من استجاب وسبقتني بدر وأحد والخندق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس إلى المدينة فكنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله مكة فقلت يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه قال أجل فأخرج
(٧٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 756 757 758 759 760 761 762 763 764 765 766 ... » »»