الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٧٦٠
فوالله ما زالوا يحدثوني في شأنه وينهونني أن أسمع منه حتى قلت والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني قال فعمدت إلى أذني فحشوتهما كرسفا ثم غدوت إلى المسجد فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قائما في المسجد قال فقمت منه قريبا وأبي الله إلا أن يسمعني بعض قوله قال فقلت في نفسي والله إن هذا للعجز والله إني امرؤ ثبت ما يخفى علي من الأمور حسنها ولا قبيحها والله لأستمعن منه فإن كان أمره رشدا أخذت منه وإن كان غير ذلك اجتنبته فقال فقلت بالكرسفة فنزعتها من أذني فألقيتها ثم استمعت له فلم أسمع كلاما قط أحسن من كلام يتكلم به قال قلت في نفسي يا سبحان الله ما سمعت كاليوم لفظا أحسن منه ولا أجمل قال ثم انتظرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انصرف فاتبعته فدخلت معه بيته فقلت له يا محمد إن قومك جاءوني فقالوا كذا وكذا فأخبرته بالذي قالوا وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول وقد وقع في نفسي أنه حق فاعرض علي دينك وما تأمر به وما تنهى عنه قال فعرض علي رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلمت قلت يا رسول الله إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأنا داعيهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه فقال اللهم اجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير قال فخرجت حتى أشرفت على ثنية أهلي التي تهبطني على حاضر دوس
(٧٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 755 756 757 758 759 760 761 762 763 764 765 ... » »»