الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٥١٦
الأولى سنة ست وثلاثين وفي ذلك اليوم كانت وقعة الجمل ولما اتى قاتل الزبير عليا برأسه يستأذن عليه فلم يأذن له وقال للآذن بشره بالنار فقال * أتيت عليا برأس الزبير * أرجو لديه به الزلفة * فبشر بالنار إذ جئته * فبئس البشارة والتحفة * وسيان عندي قتل الزبير * وضرطة عير بذي الجحفة * وفي حديث عمرو بن جاوان عن الأحنف قال لما بلغ الزبير سفوان موضعا من البصرة كمكان القادسية من الكوفة لقيه البكر رجل من بني مجاشع فقال أين تذهب يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فأنت في ذمتي لا يوصل إليك فأقبل معه وأتى إنسان الأحنف بن قيس فقال هذا الزبير قد لقي بسفوان فقال الأحنف ما شاء الله كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف ثم يلحق ببنيه وأهله فسمعه عميرة بن جرموز وفضالة بن حابس ونفيع في غواة بني تميم فركبوا في طلبه فلقوه مع النفر فأتاه عمير بن جرموز من خلف وهو على فرس له ضعيفة فطعنه طعنة خفيفة وحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقال له ذو الخمار حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه يا نفيع يا فضالة فحملوا عليه حتى قتلوه وهذا أصح مما تقدم والله أعلم وكانت سن الزبير يوم قتل رحمه الله سبعا وستين سنة وقيل ستا وستين وكان الزبير أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية رضي الله عنه
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»