الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٣٨٨
ابن وهب قال أخبرني يوسف أحمد بن يزيد عن ابن شهاب قال لما دخل معاوية الكوفة حين سلم الأمر إليه الحسن أحمد بن علي كلم عمرو أحمد بن العاص معاوية أن يأمر الحسن أحمد بن علي فيخطب الناس فكره ذلك معاوية وقال لا حاجة بنا إلى ذلك قال عمرو ولكني أريد ذلك ليبدو عيه فإنه لا يدري هذه الأمور ما هي لم يزل بمعاوية حتى أمر الحسن أن يخطب وقال له قم يا حسن وكلم الناس فيما جرى بيننا فقام الحسن فتشهد وحمد الله وأثنى عليه ثم قال في بديهته أما بعد أيها الناس فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وإن لهذا الأمر مدة والدنيا دول وإن الله عز وجل يقول (إن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون أنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون إن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) فلما قالها قال له معاوية إجلس فجلس ثم قام معاوية فخطب الناس ثم قال لعمرو هذا من رأيك وأخبرنا خلف حدثنا عبد الله حدثنا أحمد قال حدثني يحيى أحمد بن سليمان قال حدثني عبد الله الأجلح أنه سمع المجالد من سعيد يذكر عن الشعبي قال لما جرى الصلح بين الحسن أحمد بن علي ومعاوية قال له معاوية قم فاخطب الناس واذكر ما كنت فيه فقام الحسن فخطب فقال الحمد لله الذي هدى بنا أولكم وحقن بنا دماء آخركم الا إن أكيس الكيس التقا وأعجز العجز الفجور وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما أن يكون كان أحق به
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»