الاستذكار - ابن عبد البر - ج ٢ - الصفحة ٥٢١
أنه قال شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة (1) وقال جابر من لم يكن من أهل الكبائر فما له والشفاعة وقال بن عمر ما زلنا نمسك على الاستغفار لأهل الكبائر حتى نزلت * (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * [النساء 116] وقال صلى الله عليه وسلم أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وقد ذكرنا الأسانيد بذلك في التمهيد وهذا الأصل الذي ينازعنا فيه أهل البدع والنكبة التي عول أهل العلم والسنة والحق عليها وفي هذا الباب والحمد لله الموفق لهم إلى الصواب 465 وأما حديثه عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقض عني الدين وأغنني من الفقر وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك فقد أسندناه من طرق في التمهيد وأما قوله فالق الإصباح فمعناه فالق الصبح عن النهار كما يفلق الحب عن النوى عن النبات والفلق فلق الصبح وقوله جاعل الليل سكنا قول الله عز وجل * (لتسكنوا فيه) * [يونس 67] وقوله والشمس والقمر حسبانا فروي عن عكرمة وقتادة والضحاك أنهم قالوا يدوران في حساب يجريان فيه إلى غايته وقال مجاهد وكمثل قوله تعالى * (كل في فلك يسبحون) * [الأنبياء 33] ومثل قوله * (الشمس والقمر بحسبان) * [الرحمن 1] قال كحسبان الرحا وقال أبو مالك عليهما حساب وآجال كآجال الناس فإذا جاء أجلهما هلكا وقال أهل العربية حسبان بمعنى حساب أي جعلهما يجريان بحساب معلوم قالوا وقد يكون حسبان جمع حساب مثل شهاب وشهبان وأما قوله اقض عني الدين فمعناه ديون الناس ويدخل مع ذلك ما لله عليه من فرض أن يعينه على ذلك كله
(٥٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 516 517 518 519 520 521 522 524 525 526 527 ... » »»