الاستذكار - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ٤٥٤
ولا من غيرها إلا في سورة النمل في قوله تعالى * (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) * [النمل 30] - قوله تعالى * (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * [النساء 82] والاختلاف موجود في * (بسم الله الرحمن الرحيم) * فعلمنا أنها ليست من كتاب الله لأنه تعالى قد نفى الاختلاف عن كتابه بما تلونا وبقوله تعالى * (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * [الحجر 9] ومن جهة الأثر ما ثبت عن النبي - عليه السلام - وعن أبي بكر وعمر وعثمان - أنهم كانوا يفتتحون القراءة " ب الحمد لله رب العالمين " وروي في هذا الحديث عن أنس قال ((صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي فكانوا يستفتحون القراءة ب * (والحمد لله رب العالمين) * (1) ومن رواة هذا الحديث من يقول فيه فكانوا لا يقرؤون * (بسم الله الرحمن الرحيم) * وقالت عائشة ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب * (الحمد لله رب العالمين) * (2) وقال أبو نعامة قيس بن عباية الحنفي عن بن عبد الله بن مغفل قال ((سمعني أبي وأنا أقرأ * (بسم الله الرحمن الرحيم) * فقال لي يا بني إياك والحدث فإني صليت مع رسول الله وأبي بكر وعمر فلم أسمع منهم أحدا يقولها فإذا قرأت فقل * (الحمد لله رب العالمين) * (3) وقد ذكرنا هذه الآثار من طرق بأسانيدها في التمهيد فهذه الآثار التي احتج بها من كره قراءة * (بسم الله الرحمن الرحيم) * في الصلاة ومن أبى من أن يعدها آية من فاتحة الكتاب وهي أحاديث حسان رواها
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»