معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٧ - الصفحة ٥٦٩
* (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا) *.
فقالت الفرقة التي نهت:
إنا نحذركم غضب الله وعقابه فيصيبكم الله بخسف أو قذف أو ببعض ما عنده من العذاب والله لا نبايتكم في مكان وأنتم فيه.
قال: فخرجوا من السور فعدوا عليه من الغد فضربوا باب السور فلم يجبهم أحد فأتوا بسلم فأسندوه إلى السور ثم رقي منهم راق على السور فقال:
يا عباد الله قردة والله لها أذناب تعاوي ثلاث مرات ثم نزل من السور ففتح السور فدخل الناس عليهم فعرفت القرود أنسابها من الإنس ولم تعرف الإنس أنسابها من القرود.
قال: فيأتي القرد إلى نسيبه وقريبه من الإنس فيحتك به ويلتصق ويقول الإنسان: أنت فلان فيشير برأسه أي نعم ويبكي وتأتي القردة إلى نسيبها وقريبها من الإنس فيقول لها: أنت فلانة فتشير برأسها أي نعم وتبكي فيقول لهم الإنس:
إنا حذرناكم غضب الله وعقابه أن يصيبكم بخسف أو مسخ أو ببعض ما عنده من العذاب.
قال ابن عباس: فاسمع الله تعالى يقول:
* (أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون) *.
فلا أدري ما فعلت الفرقة الثالثة.
قال ابن عباس: فكم قد رأينا من منكر لم ننه عنه؟!!!
قال عكرمة:
فقلت: ألا ترى جعلني الله فداك أنهم قد أنكروا وكرهوا حين قالوا:
* (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا) *؟.
(٥٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 ... » »»