معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٤ - الصفحة ٤٩
وعن نافع عن ابن عمر مرة موقوفا ومرة مرفوعا دون ذكر الميت.
وروين عن المهاجر المكي:
أنه ذكر لجابر بن عبد الله رفع اليدين عند رؤية البيت فقال:
ما كنت أرى أحدا يفعل هذا إلا اليهود.
قد حججنا مع رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فلم نكن نفعله.
وفي رواية أخرى أفكنا نفعله.
وقد روينا عن ابن جريج عن النبي [صلى الله عليه وسلم] أنه كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال:
فذكر الدعاء الذي ذكر هنا.
ورواه سفيان الثوري عن أبي سعيد الشامي عن مكحول عن النبي [صلى الله عليه وسلم] مرسلا.
وروى سليمان عن حبيب عن طاوس قال:
لما رأى النبي [صلى الله عليه وسلم] البيت رفع يديه فوقع زمام ناقته فأخذه بشماله ورفع يده اليمنى.
فهذه المراسيل انضمت إلى حديث مقسم فوكدته وليس في حديث جابر عن النبي [صلى الله عليه وسلم] نفي ما أثبتوه من فعل النبي [صلى الله عليه وسلم] ولا نفي ما أثبت في رواية مقسم من قوله.
إنما في حديث جابر نفى فعله وفعل رفقائه.
ولو صرح جابر بأنه لم ير رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يفعل ذلك وأثبته غيره كان القول قول المثبت وإن كان إسناد حديثه دون إسناد حديث جابر متنا اجتمع فيه شرائط القبول.
وحديث ابن عباس وابن عمر برواية ابن أبي ليلى اجتمع فيه شرائط القبول عند بعض من يدعي الجمع بين الآثار.
فهو يحتج به وبأمثاله ونحن لا نحتج بما ينفرد به لسوء حفظه لكن حديثه هذا صار مؤكدا بانضمام ما ذكرنا من الشواهد إليه فهو إذن حسن كما قال الشافعي رحمه وليس فيه كراهية. والله أعلم.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»