معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
وبأن التفكر في أمرها إذا كان خلفها أكثر.
والحجة في أن المشي أمام الجنازة أفضل.
مشى النبي صلى الله عليه وسلم ثم أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أمامها وقد علموا أن العامة تقتدي بهم وتفعل فعلهم ولم يكونوا مع تعليم العامة بعلمهم يدعون موضع الفضل في اتباع الجنائز ولم نكن نحن نعرف موضع الفضل إلا بفعلهم فإذا فعلوا شيئا وتتابعوا على فعله كان ذلك موضع الفضل فيه والحجة فيه من مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبت من أن نحتاج معها إلى غيرها.
وإن كان في اجتماع أئمة الهدى بعده الحجة ولم يمشوا في مشيهم لتضايق الطريق إنما كانت المدينة أو عامتها فضاء حتى عمرت بعده.
فأي تضايق فيها؟.
ولسنا نعرف عن علي رضي الله عنه خلاف فعل أصحابه.
وقال قائل:
هذه الجنازة متبوعة فلم نر من مشى أمامها أراد إلا إتباعها فأما من مشى لحاجته فليس بتابع للجنازة ولا شك عند / أحد أن من كان أمامها فهو معها.
ثم ساق كلامه إلى أن قال:
والفكر للمتقدم والمتخلف سواء.
لعمري لئن نسي من أمامها الفكر فيها وإنما خرج من أهله يتبعها.
إن هذه لمن الغفلة ولا يأمن عليه إذا كان هكذا أن ينسى وهو خلفها.
((410 - [باب])) ((القيام للجنازة)) 2125 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا وأبو بكر قالوا: حدثنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
' إذا رأيتهم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع '.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»