معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ١ - الصفحة ٥٥٩
وروينا عن معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن معاوية بن أبي سفيان لما قدم المدينة تلقاه الأنصار وتخلف أبو قتادة ثم دخل عليه بعد وجرى بينهما ما جرى ومشهور فيما يرى أهل التواريخ أنه إنما قدمها حاجا قدمته الأولى في إمارته سنة أربع وأربعين وذلك بعد خلافة علي.
وفي تاريخ البخاري بإسناده عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن مروان بن الحكم أرسل إلى أبي قتادة وهو على المدينة أن اغد حتى تريني مواقف النبي [صلى الله عليه وسلم] وأصحابه فانطلق مع مروان حتى قضى حاجته ومروان بن الحكم إنما كان على المدينة في أيام معاوية ثم نزع سنة ثمان وأربعين واستعمل عليها سعيد بن العاص ثم نزع سعيد سنة أربع وخمسين وأمر عليها مروان بن الحكم.
وروينا في كتاب الجنائز عن ابن جريج وأسامة بن زيد عن نافع مولى ابن عمر في اجتماع الجنائز أن جنازة أم كلثوم بنت علي امرأة عمر بن الخطاب وابنها زيد بن عمر وضعتا جميعا والإمام يومئذ سعيد بن العاص وفي الناس يومئذ ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة فوضع الغلام مما يلي الإمام ثم سئلوا فقالوا: هي السنة.
وقد ذكرنا أن إمارة سعيد بن العاص إنما كانت من سنة ثمان وأربعين إلى سنة أربع وخمسين وفي هذا الحديث الصحيح شهادة نافع بشهود أبي قتادة هذه الجنازة التي صلى عليها سعيد بن العاص في إمارته على المدينة.
وفي كل ذلك دلالة على خطأ رواية موسى بن عبد الله ومن تابعه في موت أبي قتادة في خلافة علي.
ويشبه أن تكون رواية غلط من قتادة بن النعمان أو غيره ممن تقدم موته إلى أبي قتادة.
فقتادة بن النعمان قديم الموت وهو الذي شهد بدرا منهما.
إلا أن الواقدي ذكر أنه مات في خلافة عمر وصلى عليه عمر وذكر هذا الراوي أن أبا قتادة / صلى عليه علي.
والجمع بينهما متعذر.
وهذا الراوي ذكر أنه كان بدريا وأبو قتادة الحارث بن ربعي لم يشهد بدرا وأسامي من شهد بدرا من الصحابة عندنا مدونة في كتاب عروة بن الزبير والزهري
(٥٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 ... » »»