معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ١ - الصفحة ٤٢٣
نعم [خرجت] في نفر فكنا في بعض طريق حنين فقفل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] من حنين فلقينا رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في بعض الطريق فأذن مؤذن الرسول [صلى الله عليه وسلم] بالصلاة عند رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون فصرخنا نحكيه ونستهزئ به فسمع النبي [صلى الله عليه وسلم] فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم]:
' أيكم الذي سمعت صوته [قد ارتفع] '.
فأشار القوم كلهم إلي وصدقوا فأرسل كلهم وحبسني فقال:
' قم فأذن بالصلاة '.
فمقت ولا شيء أكره إلي من النبي [صلى الله عليه وسلم] ولا مما يأمرني به.
فقمت بين يدي رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فألقى علي رسول الله [صلى الله عليه وسلم] التأذين هو نفسه فقال:
' قل: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال لي: ' ارجع فأمدد من صوتك '.
ثم قال: ' قل: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله الا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، ثم دعاني حين قضيت التأذين فأعطاني صرة فيها شيء من فضة ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة ثم أمرها على وجهه ثم من بين ثدييه ثم على كبده ثم بلغت يده سرة أبي محذورة ثم قال رسول الله [[صلى الله عليه وسلم]]:
' بارك الله فيك وبارك عليك '.
فقلت: يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة فقال: ' قد أمرتك به '.
وذهب كل شيء كان لرسول الله [صلى الله عليه وسلم] من كراهية وعاد ذلك كله محبة للنبي [صلى الله عليه وسلم].
فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فأذنت بالصلاة عن أمر رسول
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»