كتاب الغرباء - محمد بن الحسين الآجري - الصفحة ٨٩
(60) - قال محمد بن الحسين:
أغرب الغرباء في وقتنا هذا من أخذ بالسنن وصبر عليها وحذر البدع وصبر عنها واتبع آثار من سلف من أئمة المسلمين وعرف زمانه وشدة فساده وفساد أهله فاشتغل بإصلاح شأن نفسه من حفظ جوارحه وترك الخوض فيما لا يعنيه وعمل في إصلاح كسرته وكان طلبه من الدنيا ما فيه كفايته وترك الفضل الذي يطغيه وداري أهل زمانه ولم يداهنهم وصبر على ذلك فهذا غريب وقل من يأنس إليه من العشيرة والإخوان ولا نصره ذلك فإن قال قائل:
أفرق لنا بين المداراة والمداهنة قيل له:
المداراة التي يثاب عليها العاقل ويكون محمودا " (بها) عند الله عز وجل وعند من عقل عن الله تعالى هو الذي يداري جميع الناس الذين لابد له (منهم) ومن معاشرتهم لا يبالي ما نقص من دنياه وما انتهك به (من) عرضه بعد أن سلم له دينه فهذا رجل
(٨٩)
مفاتيح البحث: محمد بن الحسين (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 95 ... » »»
الفهرست