أكثروا فيك فنبئيني نبأك فإن يكن الرجل عليك صادقا دسست إليه من يقتله فتنقطع عنك القالة وإن كان كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن فحلفت له بما كانوا يحلفون به انه لكاذب عليها فقال للفاكه يا هذا انك قد رميت ابنتي بأمر عظيم فحاكمني البعض كهان اليمن فخرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف وخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم وخرجت معهم هند ونسوة معها فلما شارفوا البلاد وقالوا نرد على الكاهن تنكر حال هند وتغير وجهها فقال لها أبوها اني قد أرى ما بك من تنكر الحال وما ذاك الا لمكروه عندك أفلا كان هذا من قبل أن يشهد الناس مسيرنا فقالت لا والله يا أبتاه ما ذاك لمكروه ولكني أعرف أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولا آمن ان يسميني بسمة تكون علي سبة في العرب فقال إني اختبره قبل أن ينظر في أمرك فصفر بفرسه حتى أدلى ثم أخذ حبة من بر فأدخلها في إحليله وأوكأ عليها بسير فلما صبحوا أكرمهم ونحر لهم فلما قعدوا قال له عتبة انا قد جئناك في أمر وإني قد اختبأت لك خبا أختبرك به فانظر ما هو قال نمرة في كمرة قال أريد أبين من هذا قال حبة من بر في إحليل مهر قال صدقت أنظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يدنو من إحداهن فيضرب كتفها ويقول انهضي حتى دنا من هند فضرب كتفها وقال قومي غير وحشاء ولا زانية ولتلدن غلاما يقال له معاوية فنهض لها الفاكه فأخذ بيدها فنترت يدها من يده وقالت إليك فوالله لأحرصن على أن يكون ذلك من غيرك فتزوجها أبو سفيان فجاءت بمعاوية
(٧٠)