وسلم يوما فوجدته جالسا مع أصحابه يحدثهم وقد عصب بطنه على حجر فقلت لبعض أصحابه لم عصب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطنه فقال من الجوع فذهبت إلى أبي طلحة وهو زوج أم سليم بنت ملحان فقلت يا أبتاه قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عصب بطنه بعصابة فسألت بعض أصحابه فقال من الجوع فدخل أبو طلحة على أمي فقال هل من شئ فقالت عندي كسر من خبز وتمرات فإن جاء النبي صلى الله عليه وسلم أشبعناه وان جاء معه أحد قل عنهم فقال أبو طلحة اذهب يا أنس فقم قريبا من رسول الله فإذا قام فادعه حتى يتفرق أصحابه ومن معه حتى إذا قام على عتبة بابه فقل أبي يدعوك ففعلت ذلك فلما قلت أبي يدعوك قال لأصحابه يا هؤلاء تعالوا ثم أخذ بيدي فشدها وأقبل بأصحابه حتى إذا دنوا من بيتنا أرسل يدي فدخلت وأنا حزين لكثرة من جاء معه فقلت يا أبتاه قد قلت لرسول الله الذي قلت لي فدعا أصحاب فقد جاءك بهم فخرج أبو طلحة إليهم فقال يا رسول الله إنما أرسلت أنسا يدعوك وحدك ولم يك عندي ما يشبع من أرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخل فإن الله عز وجل سيشبعهم بما عندك فدخل معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اجمعوا ما كان عندكم ثم قربوه وجلس من كان عنده بالسدة وقربت ما كان عندنا من خبز وتمر جعلناه على حصيرنا فدعا فيه بالبركة ثم قال ادخل علي ثمانية فأدخلت عليه ثمانية وجعل كفه فوق الطعام فقال كلوا وسموا الله فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا ثم أمرني فأدخلت ثمانية وقام الأولون ففعلت فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا ثم امرني فأدخلت ثمانية
(١١٠)