أتيناك به موثقا فقام سعد بن عبادة فقال كذبت والله لا تقتله ولا تستطيع قتله فقام أسيد بن حضير بن سماك فقال كذبت والله ليقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فتثاور الحيان الأوس والخزرج فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسكتهم ويخفضهم حتى سكتوا قال بن جريج قال مولى بن عباس قال بعضهم لبعض موعدا لكم الحرة فلبسوا السلاح وخرجوا إليها فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يتلو عليهم هذه الآية واذكروا نعمة الله عليكم حتى تنقضي يرددها عليهم حتى اعتنق بعضهم بعضا وحتى أن لهم لخنانا ثم انصرفوا قد اصطلحوا واستلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فدعا عليا وأسامة بن زيد فاستشارهما في فراق أهله فأما علي فقال لم يضيق الله عليك والنساء كثير وإن تسأل الجارية يريد بريرة تصدقك وأما أسامة فأشار بالذي يعلم في نفسه من الوجد بأهله وبما يعلم من برأتهم فدعا بريرة فقال هل رأيت على هذه الجارية من شئ تغمصينه عليها فقالت لا والذي بعثك بالحق إلا أنها جارية حديثة السن ترقد حتى تأكل الداجن عجينها أو خميرها قالت عائشة فمكثت يومين وليلتين لا تكتحل عيني بنوم ولا يرقأ لي دمع وأصبح أبواي عندي يظنان أن البكاء فالق كبدي فاستأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس مني مجلسا لم يجلسه مني منذ قيل لي ما قيل فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا عائشة فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فتوبي منه واعترفي به فإن المرء إذا تاب من ذنبه واعترف به ورجاله له قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس
(٦٨)