الثانية وأمر بذلك فلما قالها قال مثل كلمته الأولى والآخرة صدقه مرة وكذبه مرة وإنما يصدقه إذا ذكر كل شئ يفنى وإذا قال كل نعيم ذاهب كذبه عند ذلك إن نعيم أهل الجنة لا يزول نزع عند ذلك رجل من قريش فلطم عين عثمان بن مظعون فاخضر ت مكانها فقال الوليد بن المغيرة وأصحابه قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة فخرجت منها إلى هذا وكنت عما لقيت غنيا ثم ضحكوا فقال عثمان بل كنت إلى هذا الذي لقيت منكم فقيرا وعيني التي لم تلطم إلى مثل هذا الذي لقيت صاحبتها فقيرة لي فيمن هو أحب إلي منكم أسوة فقال له الوليد إن شئت أجرتك الثانية فقال لا أرب لي في جوارك حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قالا ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس رضي الله عنه قال لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته هنيئا لك الجنة فنظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم نظرة غضبان فقال وما يدريك فقالت فارسك وصاحبك فقال رسول صلى الله عليه وسلم والله ما أدري ما يفعل بي فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لعثمان وهو من أفضلهم فلما ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحقي بسلفنا عثمان بن مظعون حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء عن بن أنعم أن سعد بن مسعود الكندي قال أتى عثمان بن مظعون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أستحيي أن يرى أهلي عورتي قال ولم وقد جعلك لهم لباسا وجعلهم لك لباسا قال أكره ذلك قال فإنهم يرونه مني وأراه منهم قال أنت رسول الله
(٣٧)