وأحاديث المعجم تنقسم إلى قسمين قسم منها مروي في الكتب الستة وقسم لم يرو فيها، وقد ألف الحافظ علي نور الدين الهيثمي كتابه القيم مجمع الزوائد ومنبع الفوائد في زوائد كتب منها المعجم الكبير وتكلم على الأحاديث الزائدة كلاما مختصرا، ولأجل أن نطلع على طريقة هذا الحافظ في كتابه ذلك - لأننا جعلنا كتابه عمدتنا - نذكر ما ذكره هو في مقدمة كتابه حيث قال (1 / 8): وما تكلمت عليه من الحديث من تصحيح أو تضعيف وكان من حديث صحابي واحد ثم ذكرت له متنا بنحوه فاني أكتفي بالكلام عقب الحديث الأول إلا أن يكون المتن الثاني أصح من الأول، وإذا روى الحديث الإمام أحمد وغيره فالكلام على رجاله إلا أن يكون إسناد غيره أصح، وإذا كان للحديث سند واحد صحيح اكتفيت به من غير نظر إلى بقية الأسانيد، وإن كانت ضعيفة، ومن كان من مشايخ الطبراني في الميزان - يعني الاعتدال للحافظ الذهبي - نبهت على ضعفه، ومن لم يكن في الميزان ألحقته بالثقات الذين بعده، ولأصحابه لا يشترط فيهم أن يخرج لهم أهل الصحيح فإنهم عدول، وكذلك شيوخ الطبراني الذين ليسوا في الميزان. انتهى.
وإن شاء الله تعالى سوف نقوم في آخر الكتاب بدراسة وافية عن الحافظ الطبراني وكتابه القيم المعجم الكبير والنسخ التي استطعنا الحصول عليها ووصفها وسننشر مع كل جزء السماعات وبعض الرواميز ليطلع القارئ عليها وربما نقيم أيضا المناسبة مجمع الزوائد، ونذكر بعض القواعد الحديثية التي يحتاج إليها القارئ مثل توثيق ابن حبان وحال عبد الله ابن لهيعة حيث هو ثقة فمن روى عنه قبل احتراق كتبه مثل ابن المبارك وابن يزيد وابن وهب من العبادلة فروايتهم صحيحة وأما غيرهم فروايتهم ضعيفة لأنهم رووا عنه بعد احتراق كتبه، ومثل قولهم رجاله ثقات أو موثوقون أو وثقوا فإنه لا يعني أن الحديث صحيح، إلى غير ذلك من القواعد الحديثية المفيدة