المعجم الأوسط - الطبراني - ج ١ - الصفحة المقدمة ٩
فاستعنا بالله تعالى، وشمرنا عن ساعد الجد، وبدأنا في وضع خطة للعمل، سبقتها دراسة للكتاب.
وإننا لنأمل أن نكون قد وفينا العمل حقه، وأقمنا النص على ما تقتضيه أصول التحقيق، ولسنا ننفي عن أنفسنا الخاء، ومن ذا الذي لا يخطئ، غير أن الذي نرجوه أن تكون أخطاؤنا قليلة، لا يلحقنا بها عيب أو شين.
وقبل أن نرفع القلم ينبغي أن نعرب عن الجهد الذي يستحقه صاحب الكتاب الامام الطبراني - رحمه الله تعالى -، هذا الامام الذي بارك الله له وللمسلمين في عمره، فعمر قرنا من الزمن، واتسعت رحلته ودخل أغلب البلاد والأمصار، فسمع من محدثيها ومشايخها، وروى عنهم، وشارك بعض شيوخه في شيوخهم، وأتى من الروايات بما لم يأت بها غيره من الغرائب والافراد والفوائد، فأجهد من جاء بعده، وأتعب من يحقق كتابا له، فرحمه الله، بل بالمغفرة ثراه.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نقدم الشكر الجزيل والثناء الجميل لكل من ساعد في إخراج هذا الكتاب بهذه الصورة، وهم كثير (1).
غير أننا نخص منهم بالذكر الأخ الفاضل، صبري بن عبد الخالق الشافعي، حيث كانت له جهود ملموسة في المقابلة الأولية، مع تحرير بعض مواطن الخطأ والتصحيف في الأصل، ولهذا أوليناه وصف الأصول الخطية التي اعتمدنا عليها، فجاء وصفه غاية في الجودة والاحسان، .

(1) وهذه أسماؤهم: محمد بن عوض المنقوش، ومجدي بن عبد الخالق الشافعي وأحمد بن قوشتي، وإبراهيم بن إسماعيل القاضي، ومحمود بن شعبان، وعلاء بن مصطفى بن همام، وعادل بن سعد، وهشام بن علي بن عبد الكريم، وخالد بن إبراهيم بن حسن، والسيد بن عزت المرسي
(المقدمة ٩)