سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت فقالت كان ينام أول الليل ثم يقوم فإذا كان من السحر أوتر ثم أتى فراشه فإن كانت له حاجة المرء بأهله كان فإذا سمع الأذان وثب فإن كان جنبا أفاض عليه الماء وإلا توضأ ثم خرج إلى الصلاة قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه الأخبار ليس بينها تضاد وإن تباينت ألفاظها ومعانيها من الظاهر لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي صارت على الأوصاف التي ذكرت عنه ليلة بنعت وأخرى بنعت آخر فأدى كل إنسان منهم ما رأى منه وأخبر بما شهد والله جل وعلا جعل صفيه صلى الله عليه وسلم معلما لأمته قولا وفعلا فدلنا تباين أفعاله في صلاة الليل على أن المرء مخير بين أن يأتي بشئ من الأشياء التي فعلها صلى الله عليه وسلم في صلاته صارت دون أن يكون الحكم له في الاستنان به في نوع من تلك الأنواع لا الكل
(٣٦٥)